Ahlamontada 
القاهرة - صبحي موسى الحياة - 04/02/09//
فوجئ متابعو نشاطات معرض القاهرة الدولي للكتاب بإعلان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ناصر الأنصاري أن الأسبوع الأول للدورة الراهنة للمعرض «شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً». وحدد الأنصاري أن اليوم الواحد شهد أكثر من ستين ألف زائر، وهو رقم مبالغ به في كل المقاييس، لأننا إذا استثنينا العارضين والصحافيين والإعلاميين ورجال الأمن والمشاركين في الندوات والعاملين في ساحة المعارض وموظفي الهيئة المنظمة للحدث، فإن الزوار الفعليين لن يتعدوا بضعة آلاف. وربما كان السبب الرئيس في قلة الزائرين هو ارتفاع أسعار الكتب في شكل لا يحتمله الكثيرون، كما أن إلغاء المقهى الذي كان ملتقى للمبدعين المصريين والعرب جعل فكرة شد الرحال إلى ساحة المعرض غير محبذة. فهذا المقهى كانت تجرى فيه اللقاءات والصفقات والاتفاقات على النشر والمشاركة في المؤتمرات والمعارض العربية والأجنبية، وكان بمثابة التحقق الفعلي لفكرة سوق عكاظ السنوي الشهير في التراث العربي. ولا نعرف السبب الحقيقي وراء إلغائه. لكن التكهنات تقول إن الخوف من تنظيم تظاهرات كان وراء الكثير من الظواهر الغريبة مثل إلغاء صلاة الجمعة في ساحة المعارض، وقد فوجئ الزوار في ثالث أيام المعرض - وكان يوم جمعة - أن البوابات التي تفتح في الحادية عشرة صباحاً ظلت مغلقة حتى الثانية بعد الظهر. وتبين أن الأجهزة الأمنية منعت صلاة الجمعة في مسجد ساحة المعرض لئلا تخرج منه التظاهرات. ولم يتوقف التشدد الأمني عند هذا الحد، بل تعداه إلى تفتيش الزوار ذاتياً بمن فيهم «المشاهير»، ومنهم على سبيل المثل الكاتب بهاء طاهر الذي كان مدعواً للإدلاء بشهادة في إحدى قاعات الندوات. وبالطبع لم يجد صاحب «الحب في المنفى» بداً من التطرق في شهادته إلى ما تعرض له، فقال: «إن مصر لن تتقدم إلا إذا تراجع الهاجس الأمني، الذي سيطر على كل شيء، وتقدم الثقافة». وفي حين كرست القاعة الرئيسة ندواتها لمناقشة محوري «مصر وإفريقيا» و»خمسون عاماً على تأسيس وزارة الثقافة في مصر»، فإن عدداً من الندوات المهمة عقدت في صالتي «15 مايو»، من بينها الطاولات المستديرة التي ناقشت أعمال ساراماغو، وج. م. كوتسي ودوريس ليسّنغ وغيرهم من الكتاب الذين ترجمت أعمال لهم في سلسلة «الجوائز» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وشهد «المقهى الثقافي» عدداً من الندوات التي تفاعل معها الحضور كندوة المدونين، وندوات الأدب وثقافة الهامش، وندوات علامات في تاريخ الثقافة العربية، لكن غالبية هذه الندوات كانت تقريباً بلا جمهور.
ولولا أن ضيف الشرف، المملكة المتحدة، أخذ على عاتقه إعداد برنامج كامل، وأتى خلاله وعلى نفقته الخاصة بعدد من الكتاب والشعراء الأجانب ليناقشوا كيفية استلهام الكاتب من الثقافات الأخرى، وأثر تعدد الثقافات في الإبداع، لما تعرف الجمهور، على قلته، على جمال محجوب وعلى بن أوكري أو كارولين بيري أو راشيل موريس وسواهم، ولأصبح من المنطقي أن تنزع عن المعرض الصفة الدولية. فمن الواضح أن هيئة الكتاب قررت تخفيض النفقات إلى أدنى حد، ومن ثم لم يحضر أي من الكتاب العرب أو الأجانب الذين اعتادت استضافتهم في السابق. ولا نعرف هل تحملت هيئة الكتاب تكاليف زيارة رئيس اتحاد الناشريين الدولي هرمان سيبرويت أم أن «ضيف الشرف» تحملها. جال سيبرويت مع نائبه إبراهيم المعلم على سرايات المعرض، وتعجب من كون مصر «بكل هذا الزخم من المبدعين والكتاب ولم يترجم لهم من الأعمال إلا القليل»، ومن ثم أكد المعلم ضرورة دعم ترجمة الكتاب العربي. ولا نعرف كيف يمكن أن يتم ذلك في وقت يشكو معظم الناشرين الصغار سيطرة دور النشر الكبرى على صفقات الترجمة والتمويل الأجنبي للنشر.
لم تغب عن المعرض القضايا المثارة في الشارع الثقافي المصري، وجاء ذلك عرضاً، ففي ندوة أقيمت لمناقشة ديوان لأحد شعراء العامية طلب مدير الندوة من الشاعر محمد عفيفي مطر أن يلقي مداخلة، فرفض مطر القول إن ثمة صراعاً بين قصيدة العامية وقصيدة الفصحى، وقال إن بعض شعراء النثر يكتبون قصيدة رديئة ويمارسون فعل «البلطجة» الثقافية، وهو ما أحال الأذهان إلى الصراع الدائر بين شعراء التفعيلة وشعراء النثر، وإصرار أبناء التيار الأخير على عقد مؤتمر خاص بهم يتزامن مع ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة في آذار (مارس) المقبل احتجاجاً على «تجاهــلهم».
وأكد عفيفي مطر لـ»الحياة» إنه لا يمتلك أي سلطة للإقصاء أو الرفض أو اتــهام أحد بـ «البلطــجة»، لكن له الحرية في أن يحب نصاً ما أو لا يحبه، وأكد أنه دفع بأســماء ثمانــية عشر شاعراً من أبناء تيار قصيدة النثر كي يلــقوا قصائدهم في ملتقى القاهرة، لكن معظمهم رفض قبول الدعوة وأصروا على عقد مؤتمر رديف.
» مكبات النفايات
» الفقراء بالشرفة فى رمضان
» الأخ العزيز الدهاشة
» ابوعركى
» الشهادة
» عاجبني الكريم : احمد الفرجوني و الامين وعاصم البنا
» new one
» asim albana USA