وفي السماء رزقكم وما توعدون

اخوتي الاعزاء موضوع الارزاق موضوع حساس وكل البشر جزعين منه وكل فرد يشكو من ضيق ذات اليد والخوف من المستقبل والمجهول وما يدخره لافراد اسرته وما سيلاقونه من معاناة اذا ما هو توفي وكيف سيكون حالهم ولكن نسي ان الله هو من يتكفلهم ويرعاهم ويرزقهم وان الأرزاق خلقت قبل الارواح بألف عام والأرواح قبل الأجساد بألف عام تخيل أن رزقك سابقا لمجيئك للكون بألفي عام وان تجزع وسبحان الله لو أن الإنسان تكسب كسباً لو حراماً هو رزقا ساقه الله إليه بس انه استعجل وسرقه واكتسبه بصورة غير شرعية فيا للعجب رزقه ويسرقه لانه لم يصبر حتى موعد قطافه وينعه وكم من مستعجل في هذه الدنيا وكما قيل في الامثال الشعبية (تجري جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش) ولكن العجلة وعدم القرب من الله هو السبب فلو كل واحد منا تدبر وعد الله له لما همّ مجرد هم برزقه ولكن للأسف كلنا نهم من يوم بكرة ويا عجبي فقيل في الأثر أن الشيخ الورع إبراهيم إبن أدهم مرّ برجل وقد علاه الهم والكدر فسأله إبراهيم قائلاً : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله فقال الرجل لا فسأله مرة أخرى اانت خلقت روحك فقال لا وساله أخرى أأنت ترزق روحك فقال لا فقال له إبن أدهم إذاً فعلام الكدر وربنا قد تكفل برزقك وهذا عنده ووعده لعباده واخرى قالها الاصمعي وهو شيخ في الكوفة وقتها يحكي عن الارزاق ان الله تكفل بالخلق فقام الاعرابي بالخروج من المسجد ونحر ناقته ووزع لحمها على الجميع وهام في الصحراء طالباً من فضل الله ورزقه وعاد بعد عام كامل ووجد الأصمعي في الحج ويذكر الناس بوعد الله لهم بالرزق فأنشده الأعرابي وجذبه من كتفه وقال له أنا ذاك الاعرابي الذي نحر ناقته ووالله وجدتها كما أنزلها الله وقال الصمعي قال تعالي في تكملة الآية( فورب السماء والأرض أنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)فأغمي على الأعرابي مغشيا عليه وفاق من غشيته وهو يذبد من اغضب رب السموات والأرض حيث يقسم وأغشي عليه مرة أخرى حتى مات فيا عجبي هي ارزاق الله يجريها كيفما اراد ويفضل بعضنا عن بعض الرزق هذا غني وهذا فقير وهو تصريف رباني بحت وعليم خبير بأحوال عباده فيعلم ان فلان لا يصلحه إلا الفقر لو اغناه لفجر وطغى وتجبر ويعلم أن فلان لا يصلحه الا الغني لو افقره لكفر فالحمد لله أن جعلنا مؤمنين موقنين برزق الله ووعده وجعلنا من الذين يقابلون نعمه بالشكر الجزيل فبالشكر تدوم النعم ومن أسباب الرزق الحث في طلب الرزق كما الرسول ( في حديث شريف ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يديه أن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده ) وهو دلالة على الكسب الحلال المشروع وربنا يغنينا بحلاله عن حرامه ويغنينا بفضله عمن سواه واسوق إليكم هذه القصة الواقعية وتحليها وشكرا لاطلاعكم وغفر الله لنا ولوالدينا

[/size]